اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (65)

قوله : { والذين يَقُولُونَ رَبَّنَا اصرف عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ } . قال ابن عباس : يقولون في سجودهم وقيامهم هذا القول{[36616]} .

قوله : «غَرَاماً » أي : لازماً دائماً ، وعن الحسن : كل غريم يفارق غريمه إلاّ غريم جهنم{[36617]} . وأنشد بشر بن أبي خازم {[36618]} :

وَيَومَ{[36619]} النِّسَار وَيَوْمَ الجِفَا *** ر{[36620]} كَانَا عَذَاباً وَكَانَ غرَاما{[36621]}

وقول الأعشى :

إن يُعَاقِبْ يَكُنْ غَرَاماً وإن يُعْ *** طِ جَزِيلاً فإنَّهُ لاَ يُبَالِي{[36622]}

ف ( غَرَاماً ) بمعنى شر لازم{[36623]} ، وقيل : خسراناً ملحّاً لازماً ، ومنه الغريم لإلحاحه وإلزامه ، ويقال : فلان مغرم بالنساء ، إذا كان مولعاً بهن ، وسأل ابن عباس نافع بن الأزرق عن الغرام فقال : هو الوجع{[36624]} .


[36616]:انظر الفخر الرازي 24/108.
[36617]:انظر البغوي 6/193.
[36618]:هو بشر بن أبي خازم، من بني أسد، جاهلي قديم، وشهد حرب أسد وطيء، وشهد هو وابنه نوفل الحلف بينهما. الشعر والشعراء 1/276 – 277، الخزانة 4/441 – 445.
[36619]:في النسختين: يوم. والتصويب من تفسير ابن عطية 11/69.
[36620]:في ب: الخيار. وهو تحريف.
[36621]:من بحر المتقارب قاله بشر بن أبي خازم من قصيدة يفخر فيها بقومه، وهو في مجاز القرآن 2/80، الكشاف 3/103، تفسير ابن عطية 11/69، اللسان (جفر) بتقديم (يوم الجفار) على (يوم النسار)، ونسبه في اللسان (غرم) إلى الطرماح، البحر المحيط 6/513، النسار: موضع، قيل: هو ماء لبني عامر، ومنه يوم النسار لبني أسد وذبيان على جشم بن معاوية. الجفار: موضع، وقيل: هو ماء لبني تميم. والشاهد فيه قوله: (غراما) فإنه بمعنى اللزوم أي العذاب المستمر اللازم.
[36622]:البيت من بحر الخفيف، قاله الأعشى من قصيدة في مدح الأسود بن المنذر اللخمي. وهو في ديوانه (171)، مجاز القرآن 2/80، الكشاف 3/104، تفسير ابن عطية 11/69، القرطبي 13/72، اللسان (غرم)، البحر المحيط 6/513. والشاهد فيه قوله (غراما) فإنه بمعنى لازم مستمر.
[36623]:اللسان (غرم).
[36624]:انظر الفخر الرازي 24/108. اللسان (غرم).