قوله تعالى : { لا يقاتلونكم } يعني اليهود ، { جميعاً إلا في قرىً محصنة } أي لا يبرزون لقتالكم إنما يقاتلونكم متحصنين بالقرى والجدران ، وهو قوله : { أو من وراء جدر } قرأ ابن كثير وأبو عمرو : جدار على الواحد ، وقرأ الآخرون : جدر بضم الجيم والدال على الجمع . { بأسهم بينهم شديد } أي : بعضهم فظ على بعض ، وعداوة بعضهم بعضاً شديدة . وقيل : بأسهم فيما بينهم من وراء الحيطان والحصون شديد ، فإذا خرجوا لكم فهم أجبن خلق الله ، { تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى } متفرقة مختلفة ، قال قتادة : أهل الباطل مختلفة أهواؤهم ، مختلفة شهادتهم ، مختلفة أعمالهم ، وهم مجتمعون في عداوة أهل الحق . وقال مجاهد : أراد أن دين المنافقين يخالف دين اليهود . { ذلك بأنهم قوم لا يعقلون } .
الضمير في قوله تعالى : { لا يقاتلونكم } لبني النضير وجميع اليهود ، وهذا قول جماعة المفسرين ، ويحتمل أن يريد بذلك : اليهود والمنافقين ، لأن دخول المنافقين في قوله تعالى : { بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى } متمكن بين . ومعنى الآية : { لا يقاتلونكم } في جيش بفحص{[11031]} ، والقرى المدن . قال الفراء هذا جمع شاذ . قال الزجاج : ما في القرآن فليس بشاذ وهو مثل ضيعة وضيع . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكثير من المكيين «جدار » على معنى الجنس . وقرأ كثير من المكيين وهارون عن ابن كثير : «جَدْر » بفتح الجيم وسكون الدال ومعناه أصل بنيان كالسور ونحوه ، وقرأ الباقون من القراء «جُدُر » بضم الجيم والدال وهو جمع جدار ، وقرأ أبو رجاء وأبو حيوة «جُدْر » بضم الجيم وسكون الدال وهو تخفيف في جمع جدار ، ويحتمل أن يكون من جدر النخل أي من وراء نخلهم إذ هي مما يتقى به عند المضايقة{[11032]} .
وقوله تعالى : { بأسهم بينهم شديد } أي في عائلتهم وأحبتهم ، وفي قراءة عبد الله بن مسعود «تحسبهم جميعاً وفي قلوبهم أشتات » ، وهذه حال الجماعات المتخاذلة وهي المغلوبة أبداً فيما يحاول ، واللفظة مأخوذة من الشتات وهو التفرق ونحوه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.