غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرٗى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَآءِ جُدُرِۭۚ بَأۡسُهُم بَيۡنَهُمۡ شَدِيدٞۚ تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ} (14)

2

ثم شجع المسلمين بقوله { لا يقاتلونكم } أي لا يقدرون على قتالكم مجتمعين { إلا في قرى محصنة } غاية التحصين { أو من وراء جدر } لا مبارزين مكشوفين في الأراضي المستوية { بأسهم بينهم شديد } لا بينكم لأنكم منصورون بنصرة الله مؤيدون بتأييده ، أو لأنهم يحسبون في أنفسهم وفيما بينهم أموراً يعلم الله أنها لا تقع في الخارج على وفق حسبانهم وعن ابن عباس : معناه بعضهم لبعض عدوّ يؤيده قوله { تحسبهم جميعاً } مجتمعين ذوي تآلف ومحبة { وقلوبهم شتى } متفرقة وهو فعلى من الشت . وإنما قال هاهنا { ذلك بأنهم قوم لا يعقلون } ، وفي الأول { لا يفقهون } لأن الفقه معرفة ظاهر الشيء وغامضه فنفي عنهم ذلك كما قلنا ، وأراد هاهنا أنهم لو عقلوا لاجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا فتشتتهم دليل عدم عقلهم لأن العقل يحكم بأن الاجتماع معين على المطلوب والتفرق يوهن القوى ولاسيما إذا كانوا مبطلين .

/خ24