بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرٗى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَآءِ جُدُرِۭۚ بَأۡسُهُم بَيۡنَهُمۡ شَدِيدٞۚ تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ} (14)

ثم أخبر عن ضعف اليهود في الحرب فقال عز وجل { لا يقاتلونكم جميعا } يعني لا يخرجون إلى الصحراء لقتالكم { إلا في قرى محصنة } يعني حصينة { أو من رواء جدر } يعني يقاتلونكم من وراء الجدار فحذف الألف وهو جمع الجدار . قرأ ابن كثير وأبو عمرو من وراء جدار بالألف والباقون جدر بحذف الألف وهو جماعة . فمن قرأ { جدار } فهو واحد يريد به الجمع .

ثم قال { بأسهم بينهم شديد } يعني قتالهم فيما بينهم إذا اقتتلوا شديد وأما مع المؤمنين فلا .

ثم قال { تحسبهم جميعا } يعني تظن أن المنافقين واليهود على أمر واحد وكلمتهم واحدة

{ وقلوبهم شتى } يعني قلوب اليهود مختلفة ولم يكونوا على كلمة واحدة . { ذلك بأنهم } يعني ذلك الاختلاف بأنهم { قوم لا يعقلون } يعني لا يعقلون أمر الله تعالى .