النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرٗى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَآءِ جُدُرِۭۚ بَأۡسُهُم بَيۡنَهُمۡ شَدِيدٞۚ تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ} (14)

{ بأسهم بينهم شديد } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه اختلاف قلوبهم حتى لا يتفقوا على أمر واحد ، قاله السدي .

الثاني : أنه وعيدهم للمسلمين لنفعلن كذا وكذا ، قاله مجاهد{[2948]} .

{ تحسبهم جميعاً } فيه قولان :

أحدهما : أنهم اليهود .

الثاني : أنهم المنافقون واليهود ، قاله مجاهد .

{ وقلوبهم شتى } يعني مختلفة متفرقة ، قال الشاعر :

إلى الله أشكو نية شقت العصا *** هي اليوم شتى وهي بالأمس جمع

وفي قراءة ابن مسعود " وَقُلُوبُهُمْ أَشَتُّ " بمعنى أشد تشتيتاً ، أي أشد اختلافاً .

وفي اختلاف قلوبهم وجهان :

أحدهما : لأنهم على باطل ، والباطل مختلف ، والحق متفق .

الثاني : أنهم على نفاق ، والنفاق اختلاف .


[2948]:سقط القول الثالث من ك، وقد ذكر القرطبي القولين الأولين ثم قال: وقيل: إذا لم يلقوا عدوا نسبوا أنفسهم إلى الشدة والبأس، ولكن إذا لقوا العدو انهزموا. انظر القرطبي 36/ 18.