معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ حَاصِبًا إِلَّآ ءَالَ لُوطٖۖ نَّجَّيۡنَٰهُم بِسَحَرٖ} (34)

قوله تعالى : { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر* كذبت قوم لوط بالنذر* إنا أرسلنا عليهم حاصباً } ريحاً ترميهم بالحصباء ، وهي الحصا وقال الضحاك : يعني صغار الحصى . وقيل : الحصباء هي الحجر الذي دون ملء الكف ، وقد يكون الحاصب الرامي ، فيكون المعنى على هذا : أرسلنا عليهم عذاباً يحصبهم يعني : يرميهم بالحجارة ، ثم استثنى فقال : { إلا آل لوط } يعني لوطاً وابنتيه ، { نجيناهم } من العذاب .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ حَاصِبًا إِلَّآ ءَالَ لُوطٖۖ نَّجَّيۡنَٰهُم بِسَحَرٖ} (34)

ولهذا أهلكهم الله هلاكا لم يُهلكه أمةً من الأمم ، فإنه تعالى أمر جبريل ، عليه السلام ، فحمل مدائنهم حتى وصل بها إلى عَنَان السماء ، ثم قلبها عليهم وأرسلها ، وأتبعت بحجارة من سجيل منضود ، ولهذا قال هاهنا . { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا } وهي : الحجارة ، { إِلا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ } أي : خرجوا من آخر الليل فنجوا مما أصاب قومهم ، ولم يؤمن بلوط من قومه أحد ولا رجل واحد حتى ولا امرأته ، أصابها ما أصاب قومها ، وخرج نبي الله لوط وبنات له من بين أظهرهم سالما لم يمسَسْه سوء ؛

ولهذا قال تعالى : { كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ . وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ حَاصِبًا إِلَّآ ءَالَ لُوطٖۖ نَّجَّيۡنَٰهُم بِسَحَرٖ} (34)

والحاصب : السحاب الرامي بالبرد وغيره ، وشبه تلك الحجارة التي رمى بها قوم لوط به بالكثرة والتوالي ، وهو مأخوذ من الحصباء ، كان السحاب يحصب مقصده ، ومنه قول الفرزدق : [ البسيط ]

مستقبلين شمال الشام تحصبهم . . . بحاصب كنديف القطن منشور{[10787]}

وقال ابن المسيب : سمعت عمر بن الخطاب يقول لأهل المدينة : مصروف ، لأنه نكرة لم يرد به يوم بعينه .


[10787]:قال الفرزدق هذا البيت من قصيدة طويلة يمدح فيها يزيد بن عبد الملك ويهجو يزيد ابن المهلب، وبعده يقول: على عمائمنا يُلقى وأرحلنا على زواحف نزجيها محاسير وهو في البيتين يصف حالهم في اتجاههم إلى الممدوح في الشام، والريح الشديدة تحمل الحصباء فتلقيها على عمائمهم وهم يحملون أرحلهم على نياق تزحف من شدة الإعياء والتعب.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ حَاصِبًا إِلَّآ ءَالَ لُوطٖۖ نَّجَّيۡنَٰهُم بِسَحَرٖ} (34)

وجملة { إنا أرسلنا عليهم حاصباً } استئناف بياني ناشىء عن الإِخبار عن قوم لوط بأنهم كذبوا بالنذر .

وكذلك جملة { نجيناهم بسحر } ، وجملة { كذلك نجزي من شكر } .

والحاصب : الريح التي تحصِب ، أي ترمي بالحصباء ترفعها من الأرض لقوتها ، وتقدم في قوله تعالى : { فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً } في سورة [ العنكبوت : 40 ] .

والاستثناء حقيقي لأن آل لوط من جملة قومه .

وآل لوط : قرابته وهم بَنَاتُه ، ولوط داخل بدلالة الفحوى . وقد ذكر في آيات أخرى أن زوجة لوط لم يُنجها الله ولم يذكر ذلك هنا اكتفاء بمواقع ذكره وتنبيهاً على أن من لا يؤمن بالرسول لا يعد من آله ، كما قال : { يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح } [ هود : 46 ] وذكر { بسحر } ، أي في وقت السحر للإِشارة إلى إنجائهم قبيل حلول العذاب بقومهم لقوله بعده : { ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر } .