لما{[16347]} ذكر سبحانه ما أنعم به عليهم من الأنعام والدواب ، شرع في ذكر نعمته عليهم ، في إنزال{[16348]} المطر من السماء - وهو العلو - مما لهم فيه بُلْغَة ومتاع لهم ولأنعامهم ، فقال : { لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ } أي : جعله عذبًا زلالا يسوغ لكم شرابه ، ولم يجعله ملحا أجاجا .
{ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ } أي : وأخرج لكم به شجرًا ترعون فيه أنعامكم . كما قال ابن عباس ، وعكرمة والضحاك ، وقتادة وابن زيد ، في قوله : { فِيهِ تُسِيمُونَ } أي : ترعون .
ومنه الإبل السائمة ، والسوم : الرعي .
وروى ابن ماجه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن السوم قبل طلوع الشمس{[16349]} .
هذا تعديد نعمة الله في المطر ، وقوله { ومنه شجر } أي يكون منه بالتدريج ، إذ يسقي الأرض فينبت عن ذلك السقي الشجر ، وهذا من التجوز ، كقول الشاعر : [ الرجز ]
أسنمة الآبال في ربابه{[7259]} . . . وكما سمى الآخر العشب سماء ، في قوله : [ الوافر ]
إذا نزل السماء بأرض قوم . . . رعيناه وإن كانوا غضابا{[7260]}
قال أبو إسحاق : يقال لكل ما نبت على الأرض شجر ، وقال عكرمة لا تأكلوا ثمن الشجر فإنه سحت يعني الكلأ . و { تسيمون } معناه ترعون أنعامكم وسومها من الرعي وتسرحونها ، ويقال للأنعام السائمة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وفي سائمة الغنم الزكاة »{[7261]} ، يقال أسام الرجل ماشيته إسامة إذا أرسلها ترعى ، وسومها أيضاً وسامت هي ، ومن ذلك قول الأعشى :
ومشى القوم بالأنعام إلى الرَّو . . . حتى وأعيى المسيم أين المساق{[7262]}
مثل ابن بزعة أو كآخر مثله . . . أولى لك ابن مسيمة الأجمال{[7263]} أي راعية للأجمال وفسر المتأولون بترعون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.