الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗۖ لَّكُم مِّنۡهُ شَرَابٞ وَمِنۡهُ شَجَرٞ فِيهِ تُسِيمُونَ} (10)

قوله : /{ هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب } [ 10 ] إلى قوله { لقوم يذكرون } [ 13 ] .

والمعنى : الذي أنعم عليكم بالنعم المتقدم ذكرها ، هو الذي أنزل من السماء ماء تشربون منه وأنعامكم ، وينبت{[38630]} لكم به الشجر ويسقي به النبات والزرع وجميع الثمار{[38631]} . والمعنى : لكم منه شراب وسقي شجر . وفي ذلك الشجر تسيمون أي : ترعون أنعامكم . ومنه قيل للمواشي{[38632]} المطلقة : السائمة ، أي : الراعية . وهو من السومة . وهي العلامة . لأنها إذا رعت أثرت في الأرض .

وقيل السوم في البيع مأخوذ من السائمة لأن كل واحد من المتابعين يقول ما شاء عند السوم ، كما أن الأنعام ترعى حيث شاءت{[38633]} .

فكل هذا تنبيه على نعمه{[38634]} علينا وفضله لدينا وحجة على من عبد غيره .

ثم قال تعالى : { إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون } [ 11 ] .

أي : [ إن{[38635]} ] في هذه النعم التي وصفت لدلالة واضحة وعلامة بينة على قدرة الله [ سبحانه{[38636]} ] ، وتوحيده [ جل وعز{[38637]} ] لقوم يعتبرون مواعظ الله [ جلت عظمته{[38638]} ] ويتذكرون حججه تعالى{[38639]} .


[38630]:ق: وتنبت لكم ..
[38631]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 14/85.
[38632]:ق: المواشي.
[38633]:انظر : جامع البيان 14/85.
[38634]:ق: "على نعمه على نعمه".
[38635]:ساقط من ط.
[38636]:ساقط من ق.
[38637]:انظر : المصدر السابق.
[38638]:ساقط من ق.
[38639]:وهو قول ابن جرير، انظر: جامع البيان 14/87.