معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ} (5)

قوله تعالى : { والذين سعوا في آياتنا } في إبطال أدلتنا{ معاجزين } يحسبون أنهم يفوتوننا { أولئك لهم عذاب من رجز أليم } قرأ ابن كثير وحفص ويعقوب : أليم بالرفع هاهنا وفي الجاثية على نعت العذاب ، وقرأ الآخرون بالخفض على نعت الرجز ، وقال قتادة : الرجز سوء العذاب .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ} (5)

{ وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ } أي : سعوا في الصد عن سبيل الله وتكذيب رسله ، { أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ } أي : لينعم السعداء من المؤمنين ، ويعذب الأشقياء من الكافرين ، كما قال : { لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ } [ الحشر : 20 ] ، وقال تعالى : { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } [ ص : 28 ] .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ} (5)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَالّذِينَ سَعَوْا فِيَ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلََئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مّن رّجْزٍ أَلِيمٌ } .

يقول تعالى ذكره : أثبت ذلك في الكتاب ، ليجزي المؤمنين ما وصف ، وليجزي الذين سعوا في آياتنا معاجزين يقول : وكي يثيب الذين عملوا في إبطال أدلتنا وحججنا معاونين ، يحسبون أنهم يسبقوننا بأنفسهم فلا نقدر عليهم أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ يقول : هؤلاء لهم عذاب من شديد العذاب الأليم ويعني بالأليم : الموجع . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَسَعَوْا في آياتِنا مُعَاجِزِينَ : أي لا يعجزون أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ ألِيمٌ قال : الرجز : سوء العذاب ، الأليم : الموجع .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله : وَالّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ قال : جاهدين ليهبطوها أو يبطلوها ، قال : وهم المشركون ، وقرأ : لا تَسْمَعُوا لِهَذا القُرآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلّكُمْ تَغْلِبُونَ .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ} (5)

{ والذين } معطوف على { الذين } الأول أي وليجزي الذي سعوا ، و { معاجزين } معناه محاولين تعجيز قدرة الله فيهم ، وقرأ الجحدري وابن كثير «معجزين »{[9600]} دون ألفٍ أي معجزين قدرة الله تعالى بزعمهم ، وقال ابن الزبير : معناه مثبطين عن الإيمان من أراده مدخلين عليه العجز في نشاطه وهذا هو سعيهم في الآيات ، ثم بين تعالى جزاء الساعين كما بين قبل جزاء المؤمنين ، وقرأ عاصم في رواية حفص «أليمٌ » بالرفع على النعت للعذاب ، وقرأ الباقون «أليمٍ » بالكسر على النعت ، ل { رجز } ، و «الرجز » العذاب السيىء جداً ، وقرأ ابن محيصن «من رُجز » بضم الراء .


[9600]:لم يضبط المؤلف قراءة الجحدري وابن كثير وأبي عمرو، وقد ضبطناه بالتشديد اعتمادا على قول صاحب"البحر المحيط":"وقرأ الجمهور:[عجزين] مخففا، وابن كثير، وأبو عمرو، والجحدري، وأبو السماك مثقلا".