فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ} (5)

ثم ذكر فريق الكافرين الذين يعاقبون عند إتيان الساعة فقال : { والذين سَعَوْاْ في ءاياتنا معاجزين } أي سعوا في إبطال آياتنا المنزلة على الرسل ، وقدحوا فيها ، وصدّوا الناس عنها ، ومعنى { معاجزين } : مسابقين يحسبون ، أنهم يفوتوننا ، ولا يدركون ، وذلك باعتقادهم أنهم لا يبعثون ، يقال : عاجزه ، وأعجزه : إذا غالبه ، وسبقه . قرأ الجمهور { معاجزين } ، وقرأ ابن كثير ، وابن محيصن ، وحميد ، ومجاهد ، وأبو عمرو : " معجزين " أي مثبطين للناس عن الإيمان بالآيات { أولئك } أي الذين سعوا { لَهُمْ عَذَابٌ مّن رّجْزٍ } الرجز هو العذاب ، فمن للبيان ، وقيل : الرجز هو : أسوأ العذاب ، وأشدّه ، والأوّل أولى . ومن ذلك قوله : { فَأَنزَلْنَا عَلَى الذين ظَلَمُواْ رِجْزًا مّنَ السماء } [ البقرة : 59 ] . قرأ الجمهور : { أَلِيمٌ } بالجرّ صفة لرجز . وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم بالرفع صفة لعذاب ، والأليم الشديد الألم .

/خ9