فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ} (5)

{ وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي } إبطال { آيَاتِنَا } المنزلة على الرسل وقدحوا فيها وصدوا الناس عنها وجاهدوا في ردها بالطعن فيها ونسبتها إلى السحر والشعر وغير ذلك لأن المكذب آت بإخفاء آيات بينات ؛ فيحتاج إلى السعي العظيم والجد البليغ ليروج كذبه لعله يعجز المتمسك به .

{ مُعَاجِزِينَ } مقدرين عجزنا أو مسابقين لنا يحسبون أنهم يفوتوننا ولا يدركون ، وذلك باعتقادهم أنهم لا يبعثون ، يقال : أعجزه وعاجزه إذا غالبه وسبقه . قرئ : معاجزين ومعجزين أي مثبطين للناس عن الإيمان بالآيات { أُوْلَئِكَ } الذين سعوا { لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ } الرجز هو العذاب فمن للبيان وقيل الرجز هو أسوأ العذاب وأشده والأول أولى .

ومن ذلك قوله فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء { أَلِيمٌ } أي الشديد الألم .