السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ} (5)

ولما بين تعالى حال المؤمنين يوم القيامة بين حال الكافرين في ذلك اليوم بقوله سبحانه : { والذين سعوا } أي : فعلوا فعل الساعي { في آياتنا } أي : القرآن بالإبطال وتزهيد الناس فيها وقوله تعالى : { معجزين } قرأه ابن كثير وأبو عمرو بغير ألف بعد العين وتشديد الجيم أي : مبطئين عن الإيمان من أراده ، والباقون بألف بعد العين وتخفيف الجيم وكذا في آخر السورة أي : مسابقين كي يفوتونا { أولئك } الحقيرون عن أن يبلغوا مراداً بمعاجزتهم { لهم عذاب } وأي عذاب { من رجز } أي : سيئ العذاب { أليم } أي : مؤلم وقرأ ابن كثيرة وحفص أليم بالرفع على أنه صفة لعذاب ، والباقون بالجر على أنه صفة لرجز قال الرازي : قال هناك لهم رزق كريم ولم يقل بمن التبعيضية فلم يقل لهم نصيب من رزق ولا رزق من جنس كريم ، وقال ههنا { لهم عذاب من رجز أليم } بلفظة صالحة للتبعيض وذلك إشارة إلى سعة الرحمة وقلة الغضب .