الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ} (5)

ثم قال : { والذين سعوا في آياتنا معاجزين } .

قال قتادة : ظنوا أنهم يعجزون الله ولن يعجزوه{[55761]} .

فالمعنى : ظنوا أنهم يفوتونه ويسبقونه فلا يجازيهم .

يقال عاجزه وأعجزه إذا غلبه وسبقه{[55762]} .

ومن قرأ " معجزين " {[55763]} فمعناه مثبطين للمؤمنين{[55764]} قاله ابن الزبير{[55765]} .

فالمعنى : أثبت الله ذلك في الكتاب ليثيب المؤمنين ، وليجزي الذين سعوا في آيات معاجزين أي : سعوا في إبطال أدلته وحججه مفاوتين يحسبون أنهم يسبقون الله فلا يقدر عليهم .

وقيل : معاندين مشاقين .

تقال ابن زيد : معجزين جاهدين في بطلان آيات الله وهو المشركون ، وهو قوله تعالى عنهم أنهم قالوا{[55766]} : { لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون }{[55767]} .

ثم قال تعالى ذكره : { أولئك لهم عذاب من رجز أليم } .

قال قتادة : الرجز : سوء العذاب والأليم : الموجع{[55768]} .


[55761]:"أي لا يعجزون" هو القول المنسوب إلى قتادة في جامع البيان 22/61 والدر المنثور 6/674
[55762]:انظر: الجامع للقرطبي 14/261 ومادة "عجز" في اللسان 5/370 والقاموس المحيط 2/181
[55763]:هي قراءة كثير وأبي عمرو انظر: الحجة لأبي زرعة 582 والنشر لابن الجزري 2/227 وغيث النفع 326
[55764]:انظر: غريب القرآن لابن المبارك 145 والجامع للقرطبي 14/261 واللسان مادة "عجز" 5/369
[55765]:هو عبد الله بن الزبير بن العوام أبو حبيب القرشي الأسدي، فارس قريش في زمنه، شهد فتح إفريقية زمن عثمان، وبويع له بالخلافة سنة 64 هـ. له روايات في كتب الحديث توفي سنة 73هـ انظر: وفيات الأعيان 3/71، 340 والإصابة 2/309، 4682 وتقريب التهذيب 1/415، 304
[55766]:انظر: جامع البيان 22/61
[55767]:فصلت آية 25
[55768]:انظر: جامع البيان 22/61 والدر المنثور 6/674