النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ} (5)

قوله عز وجل : { وَالَّذِينَ سَعَوا فِي آيَاتِنَا } فيه وجهان :

أحدهما : أن سعيهم فيها بالجحود لها ، قاله الضحاك .

الثاني : بالتكذيب بها .

{ مُعَاِجِزِينَ } وقرئ . { مُعْجِزِينَ } وفي تأويل معاجزين أربعة أوجه :

أحدها : مسابقين ، قاله قتادة .

الثاني : مجاهدين{[2230]} ، قاله ابن زيد .

الثالث : مراغمين مشاقّين ، وهو معنى قول ابن عباس وعكرمة .

الرابع : أي لا يعجزونني هرباً ولا يفوتونني طلباً ، وهو معنى قول الكلبي . وفي تأويل معجزين ثلاثة أوجه :

أحدها : مثبطين الناس عن إتباع الرسول ، قاله مجاهد .

الثاني : مضعّفين لله أن يقدر عليهم ، قاله بعض المتأخرين .

الثالث : معجزين من آمن وصَدَّقَ بالبعث بإضافة العجز إليه .

ويحتمل رابعاً : أنهم نسبوا المؤمنين إلى العجز عن الانتصار لدينهم إما بضعف الحجة وإما بقلة القوة .

{ أُوْلئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٍ } قال قتادة : الرجز هو العذاب الأليم .


[2230]:مجاهدين: هكذا وردت في الأصول الخطية، وغير معقول أن يكون ظاهر المعنى مرادا لأن الكلمة وردت في معرض الذم، إلا إذا قلنا أن الجهاد هنا بمعناه اللغوي أي يقاتلون أنبياء الله، أو أنها محرفة عن كلمة أخرى مثل معاندين.