قوله : { أَلِيمٌ } : قرأ ابن كثير وحفص هنا ، وفي الجاثية ، " أليمٌ " بالرفع . والباقون بالخفض . فالرفعُ على أنه نعتٌ ل " عذاب " والخفضُ على أنه نعتٌ ل " رِجْز " إلاَّ أن مكيَّاً ضَعَّفَ قراءةَ الرفعِ واستبعدها قال : " لأنَّ الرِّجْزَ هو العذابُ فيصير التقديرُ : عذابٌ أليمٌ مِنْ عذاب ، وهذا معنى غيرُ متَمكِّنٍ " . قال : " والاختيارُ خفضُ " أليم " لأنه أصَحُّ في التقدير والمعنى ؛ إذ تقديرُه : لهم عذاب مِنْ عذاب أليم ، أي :هذا الصنفُ مِنْ أصنافِ العذابِ لأنَّ العذابَ بعضُه آلمُ مِنْ بعض " . قلت : وقد أُجيبَ عَمَّا قاله مكيٌّ : بأنَّ الرِّجْزَ مُطلق العذاب ، فكأنه قيل لهم : هذا الصنفُ من العذابِ من جنسِ العذاب . وكأن أبا البقاءِ لَحَظَ هذا حيث قال : " وبالرفعِ صفةً ل عذاب ، والرِّجْزُ مُطْلَقُ العذابِ " .
قوله : " والذين سَعَوْا " يجوز فيه وجهان ، أظهرهما : أنها مبتدأٌ و " أولئك " وما بعده خبرُه . والثاني : أنه عطفٌ على الذين قبلَه أي : ويَجْزي الذين سَعَوْا ، ويكون " أولئك " الذي بعده مستأنفاً ، و " أولئك " الذي قبله وما في حَيِّزه معترضاً بين المتعاطفَيْن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.