البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ} (5)

وقرأ الجمهور : معجزين مخففاً ، وابن كثير وأبو عمرو والجحدري وأبو السماك : مثقلاً وتقدّم في الحج ، أي معجزين قدرة الله في زعمهم .

وقال ابن الزبير : معناه مثبطين عن الإيمان من أراده ، مدخلين عليه العجز في نشاطه ، وهذا هو سعيهم في الآيات ، أي في شأن الآيات .

وقال قتادة : مسابقين يحسبون أنهم يفوتوننا .

وقال عكرمة : مراغمين .

وقال ابن زيد : مجاهدين في إبطالها .

وقرأ ابن كثير وحفص وابن أبي عبلة : { أليم } هنا ، وفي الجاثية بالرفع صفة للعذاب ، وباقي السبعة بالجر صفة للرجز ، والرجز : العذاب السيء .

والظاهر أن قوله : { والذين سعوا } مبتدأ ، والخبر في الجملة الثانية ، وهي { أولئك } .

وقيل : هو منصوب عطفاً على { الذين كفروا } ، أي وليجزي الذين سعوا .

واحتمل أن تكون الجملتان المصدرتان بأولئك هما نفس الثواب والعقاب ، واحتمل أن تكونا مستأنفتين ، والثواب والعقاب ما تضمنتا مما هو أعظم ، كرضا الله عن المؤمن دائماً ، وسخطه على الفاسق دائماً .