معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٞۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (34)

قوله تعالى : { ولكل أمة أجل } ، مدة ، وأكل وشرب ، وقال ابن عباس وعطاء والحسن : يعني وقتاً لنزول العذاب بهم .

قوله تعالى : { فإذا جاء أجلهم } ، وانقطع أكلهم .

قوله تعالى : { لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون } ، أي : لا يتقدمون ، وذلك حين سألوا العذاب فأنزل الله هذه الآية .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٞۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (34)

يقول تعالى : { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ } أي : قرن وجيل { أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ } أي : ميقاتهم المقدر لهم { لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً } عن ذلك{[11702]} { وَلا يَسْتَقْدِمُونَ }


[11702]:في أ: "أي من ذلك".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٞۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (34)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَلِكُلّ أُمّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } .

يقول تعالى ذكره مهدّدا للمشركين الذين أخبر جلّ ثناؤه عنهم أنهم كانوا إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها ، ووعيدا منه لهم على كذبهم عليه وعلى إصرارهم على الشرك به والمقام على كفرهم ، ومذكّرا لهم ما أحلّ بأمثالهم من الأمم الذين كانوا قبلهم : وَلِكُلّ أمّةٍ أجَلٌ يقول : ولكلّ جماعة اجتمعت على تكذيب رسل الله وردّ نصائحهم ، والشرك بالله مع متابعة ربهم حججه عليهم ، أجل ، يعني : وقت لحلول العقوبات بساحتهم ، ونزول المثلات بهم على شركهم . فإذَا جاءَ أجَلُهُمْ يقول : فإذا جاء الوقت الذي وقّته الله لهلاكهم وحلول العقاب بهم لا يَسْتأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ يقول : لا يتأخرون بالبقاء في الدنيا ولا يتمتعون بالحياة فيها عن وقت هلاكهم وحين حلول أجل فنائهم ساعة من ساعات الزمان . وَلا يَسْتَقْدِمُون يقول : ولا يتقدمون بذلك أيضا عن الوقت الذي جعله الله لهم وقتا للهلاك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٞۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (34)

وقوله تعالى : { ولكل أمة أجل } الآية ، يتضمن الوعيد والتهديد ، والمعنى ولكل أمة أي فرقة وجماعة ، وهي لفظة تستعمل في الكثير من الناس ، أجل مؤقت لمجيء العذاب إذا كفروا وخالفوا أمر ربهم ، فأنتم أيتها الأمة كذلك قاله الطبري وغيره ، وقرأ الحسن «فإذا جاء آجالهم » بالجمع . وهي قراءة ابن سيرين ، قال أبو الفتح هذا هو الأظهر لأن لكل إنسان أجلاً فأما الإفراد فلأنه جنس وإضافته إلى الجماعة حسنت الإفراد ، ومثله قول الشاعر : [ الرجز ]

. . . . . . . . . . . . في حلقكم عظم وقد شجينا

وقوله : { ساعة } لفظ عين به الجزء القليل من الزمن ، والمراد جميع أجزائه أي لا يستأخرون ساعة ولا أقل منها ولا أكثر ، وهذا نحو قوله تعالى : { إن الله لا يظلم مثقال ذرة } فإنما هي عبارة يقام الجزء فيها مقام الكل .

قال القاضي أبو محمد : وكأنه يظهر بين هذه الآية وبين قوله تعالى : { ويؤخركم إلى أجل مسمى } تعارض لأن تلك تقتضي الوعد بتأخير إن آمنوا والوعيد بمعاجلة إن كفروا .

قال القاضي أبو محمد : والحق مذهب أهل السنة أن كل أحد إنما هو بأجل واحد لا يتأخر عنه ولا يتقدم . وقوم نوح كان منهم من سبق في علم الله تعالى أنه يكفر فيعاجل ، وذلك هو أجله المحتوم ، ومنه من يؤمن فيتأخر إلى أجله المحتوم وغيب عن نوح تعيين الطائفتين فندب الكل إلى طريق النجاة وهو يعلم أن الطائفة إنما تعاجل أو تؤخر بأجلها ، فكأنه يقول : فإن آمنتم علمنا أنكم ممن قضى الله له بالإيمان والأجل المؤخر ، وإن كفرتم علمنا أنكم ممن قضي له بالأجل المعجل والكفر .

قال القاضي أبو محمد : وعلى هذا الحد هو دعاء محمد عليه السلام العالم إلى طريق الجنة ، وقد علم أن منهم من يكفر فيدخل النار ، وكذلك هو أمر الأسير يقال له إما أن تؤمن فتترك وإلا قتلت .