جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٞۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (34)

{ ولكل أمة } كذبت رسولها { أجل } وقت معين لنزول العذاب والاستئصال { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } أي : إذا جاء وقت العذاب لا يتأخر ولا يتقدم أقصر وقت ، ويصل إليهم في ذلك الوقت المقدر{[1609]} ، أو لا يطلبون التأخر والتقدم ؛ لشدة الهول .


[1609]:فهو بمنزلة المثل يقصد من مجموع الكلام ألا تغيير ولا تبديل لحكم الله تعالى، قالوا: قوله: (لا يستقدمون) لا يمكن عطفه على (لا يستأخرون)؛ لأن إذا شرطية لا يترتب عليها إلا ما يستقبل، ولا يترتب على مجيء الأجل في الاستقبال إلا مستقبل والاستقدام سابق على مجيء الأجل في الاستقبال، فالوجه أن يقال: إن قوله ولا يستقدمون منقطع من الجواب على الاستئناف أي: وهم لا يستقدمون الأجل أي: لا يسبقونه وتحقيق العلامة على هذا المنوال/12 وجيز.