تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٞۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (34)

الآية 34 وقوله تعالى : { ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } اختلف فيه : قال بعضهم : { ولكل أمة أجل } هو بعث الرسل إليهم ، فإذا أتاهم الرسول [ كذّبوه ، وعاندوه ]{[8293]} فعند ذلك يهلكون ، وهو كقوله تعالى : { وما كنا معذّبين حتى نبعث رسولا } [ الإسراء : 15 ] وقوله تعالى : { وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمّها رسولا } [ القصص : 59 ] .

ويحتمل أن لكل أمّة أجلا ، لا تهلك قبل بلوغ أجلها ؛ لا تستأخر ، ولا تستقدم . فهذا يردّ على المعتزلة ؛ لأنهم يقولون : إن من قتل إنما هلك قبل بلوغ أجله ، ويجعلون القاتل منه مستقدما لأجل ذلك المقتول ، والله تعالى يقول : { لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } .


[8293]:في الأصل وم: فكذبوا وعاندوا.