معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَمۡلَيۡتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ} (32)

وكان الكفار يسألون هذه الأشياء على سبيل الاستهزاء فأنزل الله تسلية لنبيه صلى الله عليه وسلم : { ولقد استهزئ برسل من قبلك } ، كما استهزؤوا بك ، { فأمليت للذين كفروا } ، أمهلتهم وأطلت لهم المدة ، ومنه الملوان ، وهما : الليل والنهار ، { ثم أخذتهم } عاقبتهم في الدنيا بالقتل وفي الآخرة بالنار ، { فكيف كان عقاب } ، أي : عقابي لهم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَمۡلَيۡتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ} (32)

يقول تعالى مسليا لرسوله صلى الله عليه وسلم في تكذيب من كذبه من قومه : { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ } أي : فلك فيهم أسوة ، { فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا } أي : أنظرتهم وأجلتهم ، { ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ } أخذةً رابية ، فكيف بلغك ما صنعت بهم وعاقبتهم ؟ كما قال تعالى : { وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ } [ الحج : 48 ]

وفي الصحيحين : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [ هود : 102 ]{[15660]} .


[15660]:- صحيح البخاري برقم (4686) وصحيح مسلم برقم (2583) من حديث أبي موسى ، رضي الله عنه.