فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَمۡلَيۡتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ} (32)

{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ( 32 ) }

{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ } التنكير للتكثير أي برسل كثيرة { مِّن قَبْلِكَ } كما استهزئ بك وهذا تسلية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم .

{ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } الإملاء الإمهال مدة طويلة من الزمان في دعة وأمن ، وقد مر تحقيقه في آل عمران { ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ } في الدنيا بالعذاب الذي أنزلته بهم من القحط والقتل والأسر وفي الآخرة بالنار .

{ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } الاستفهام للتقريع والتهديد ، أي فكيف كان عقابي لهؤلاء الكفار الذين استهزئوا بالرسل فأمليت لهم ثم أخذتهم هل كان ظلما لهم أو كان عدلا ؟ أي هو واقع موقعه فكذلك أفعل بمن استهزأ بك .