السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَمۡلَيۡتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ} (32)

ولما كان الكفار يسألون هذه الآيات منه صلى الله عليه وسلم على سبيل الاستهزاء والسخرية ، وكان ذلك يشق عليه ويتأذى من تلك الكلمات أنزل الله تعالى تسلية له وتصبيراً له على سفاهة قومه : { ولقد استهزئ برسل من قبلك } كما استهزئ بك { فأمليت للذين كفروا ، أي : أطلت المدّة بتأخير العقوبة { ثم أخذتهم } بالعقوبة { فكيف كان عقاب } ، أي : هو واقع موقعه ، فكذلك أفعل بمن استهزأ بك ، والإملاء الإمهال بأن يترك مدّة من الزمان في راحة وأمن كالبهيمة يملي لها في المرعى ، وهذا استفهام معناه التعجب ، وفي ضمنه وعيد شديد لهم ، وجواب عن اقتراحهم الآيات على رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل الاستهزاء .