تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَمۡلَيۡتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ} (32)

وقوله تعالى : ( وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ ) يقول : ولقد استهزئ برسل من قبلك قومهم كما استهزأ بك قومك ؛ يعزي نبيه ليصبر على تكذيبهم .

وقال أبو بكر الأصم : ( وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ ) من تقدم من الرسل ، سألهم قومهم الآيات والعذاب بالهزء ، ثم بين بهذا أن ما سألوه من الآية أرادوا الهزء ، وهو صلة ما تقدم من قوله : ( ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه )[ الرعد : 28 ] .

وقوله تعالى : ( فأمليت للذين كفروا ) يقول : أمهلتهم في كفرهم وهزئهم . هذا يدل على أن تأخير العذاب عنهم لا يؤمنهم .

وقوله تعالى : ( ثم أخذتهم ) وهم آمنون ( فكيف كان عقاب ) [ يحتمل وجوها :

أحدها يقول : أمليت لهم ][ في الأصل وم : يقول أمللت بهم ] جزاء ما كانوا يهزؤون منه .

[ والثاني : ما ][ ساقطة من الأصل وم ] قال بعضهم ( فكيف كان عقاب ) فيكف كان عقاب الله ؟ أي شديد عقابه ، وهو كقوله : ( وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة )[ الحج : 48 ] وقيل : كيف رأيت عذابي لهم ؟ أي أليس[ في الأصل وم : ليس ] وجدوه صدقا .