قوله تعالى : { والله يعلم أعمالكم ولنبلونكم } ولنعاملنكم معاملة المختبر بأن نأمركم بالجهاد والقتال ، { حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين } أي : علم الوجود ، يريد : حتى يتبين المجاهد والصابر على دينه من غيره ، { ونبلو أخباركم } أي نظهرها ونكشفها بإباء من يأبى القتال ، ولا يصبر على الجهاد . وقرأ أبو بكر عن عاصم : وليبلونكم حتى يعلم ، ويبلو بالياء فيهن ، لقوله تعالى : { والله يعلم أعمالكم } وقرأ الآخرون بالنون فيهن ، لقوله تعالى : { ولو نشاء لأريناكهم } وقرأ يعقوب : ونبلو ساكنة الواو ، رداً على قوله : { ولنبلونكم } وقرأ الآخرون بالفتح رداً على قوله : { حتى نعلم } .
قوله تعالى : " ولنبلونكم " أي نتعبدكم بالشرائع لان علمنا عواقب الأمور . وقيل : لنعاملنكم معاملة المختبرين . " حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين " عليه . قال ابن عباس : " حتى نعلم " حتى نميز . وقال على رضي الله عنه . " حتى نعلم " حتى نرى . وقد مضى في " البقرة " {[13960]} . وقراءة العامة بالنون في " نبلونكم " و " نعلم " " ونبلو " . وقرأ أبو بكر عن عاصم بالياء فيهن . وروى رويس عن يعقوب إسكان الواو من " نبلو " على القطع مما قبل . ونصب الباقون ردا على قوله : " حتى نعلم " . وهذا العلم هو العلم الذي يقع به الجزاء ، لأنه إنما يجازيهم بأعمالهم لا بعلمه القديم عليهم . فتأويله : حتى نعلم المجاهدين علم شهادة ، لأنهم إذا أمروا بالعمل يشهد منهم ما عملوا ، فالجزاء بالثواب والعقاب يقع على علم الشهادة . " ونبلو أخباركم " نختبرها ونظهرها . قال إبراهيم بن الأشعث : كان الفضيل بن عياض إذا قرأ هذه الآية بكى وقال : اللهم لا تبتلنا فإنك إذا بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا .
قوله : { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين } يخاطب الله المؤمنين بقوله : ولنمتحننكم بألوان البلاء من القتل ومجاهدة الأعداء حتى يتميز الصابرون الصادقون من الخائرين الكاذبين ، أو يتبين المخلصون من الكاذبين { ونبلوا أخباركم } أي نكشفها بالابتلاء فيتبين المطيع من العاصي{[4246]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.