فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ} (31)

{ ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين } أي : لنعاملنكم معاملة المختبر ، وذلك بأن نأمركم بالجهاد حتى نعلم علم ظهور من امتثل الأمر بالجهاد ، وصبر على دينه ومشاق ما كلف به { ونبلو أخباركم } أي نظرها ونكشفها إمتحانا لكم ، ليظهر للناس من أطاع الله فيما أمره ، ومن عصى ولم يمتثل ، وقرئ بالياء والنون في الأفعال الثلاثة ، وعن الفضيل رحمة الله أنه كان إذا قرأها بكى وقال : اللهم لا تبتلنا فإنك إن بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا وعذبتنا .

هم أهل قرية النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي مكة ، فالكلام على حذف المضاف كما في قوله { واسأل القرية ) ، والجملة بيان لعدم خلاصهم من العذاب بواسطة الأعوان والأنصار إثر بيان عدم خلاصهم منه بأنفسهم ، والفاء لترتيب ذكر ما بالغير على عدم ما بالذات ، وهو حكاية حال ماضية إذ كان الظاهر أن يقال فلم ينصرهم ناصر لأن هذا إخبار عما مضى .