اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ} (31)

قوله : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حتى نَعْلَمَ . . . وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } قرأ أبو بكر الثلاثة بالياء من أسفل يعني الله تعالى{[51531]} . والأعمش كذلك وتسكين{[51532]} الواو ( والباقون{[51533]} بنون العظمة . ورُوَيْسٌ كذلك وتسكين الواو والظاهر قطعة عن الأوّل في قراءة تسكين الواو ) ويجوز أن يكون سكن الواو تخفيفاً كقراءة الحسن : { أَوْ يَعْفُوَاْ الذي } [ البقرة : 237 ] بسكون الواو .

فصل

المعنى : لنُعَامِلَنَّكُمْ معاملة المختبر بأن نأمركم بالجهاد والقتال { حتى نَعْلَمَ المجاهدين مِنكُمْ والصابرين } أي علم الوجود والمشاهدة فإن تعالى قد علمه علم الغيب يريد نبين المجاهد الصابر على دينه من غيره وقوله : { وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } أي يظهرها ويكشفها بإباء من يأبى القتال ولا يَصْبِرُ على الجهاد .


[51531]:وهي متواترة انظر الكشف 2/278 والإتحاف 393 و394.
[51532]:مع الياء كيعقوب وهي شاذة وانظر البحر 8/85.
[51533]:ما بين القوسين كله سقط من أ الأصل بسبب انتقال النظر وانظر الكشف والإتحاف السابقين.