معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ} (5)

{ فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية } أي بطغيانهم وكفرهم . قيل : هي مصدر ، وقيل : نعت ، أي بفعلهم الطاغية ، وهذا معنى قول مجاهد ، كما قال : { كذبت ثمود بطغواها }( الشمس- 12 ) وقال قتادة : بالصيحة الطاغية ، وهي التي جاوزت مقادير الصياح فأهلكتهم . وقيل : طغت على الخزان ، كما طغى الماء على قوم نوح .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ} (5)

فلننظر كيف كانت عاقبة التكذيب . . ( فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ) . .

وثمود - كما جاء في مواضع أخرى - كانت تسكن الحجر في شمالي الحجاز بين الحجاز والشام . وكان أخذهم بالصيحة كما سماها في غير موضع . أما هنا فهو يذكر وصف الصيحة دون لفظها . . ( بالطاغية ) . . لأن هذا الوصف يفيض بالهول المناسب لجو السورة . ولأن إيقاع اللفظ يتفق مع إيقاع الفاصلة في هذا المقطع منها . ويكتفي بهذه الآية الواحدة تطوي ثمود طيا ، وتغمرهم غمرا ، وتعصف بهم عصفا ، وتطغى عليهم فلا تبقي لهم ظلا !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ} (5)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَأَمّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِالطّاغِيَةِ * وَأَمَا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىَ كَأَنّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَىَ لَهُم مّن بَاقِيَةٍ } .

يقول تعالى ذكره : فأمّا ثَمُودُ قوم صالح ، فأهلكهم الله بالطاغية .

واختلف في معنى الطاغية التي أهلك الله بها ثمود أهل التأويل ، فقال بعضهم : هي طغيانهم وكفرهم بالله . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله عزّ وجلّ : فأُهْلِكُوا بالطّاغِيَةِ قال : بالذنوب .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فأمّا ثمُودُ فأُهْلِكُوا بالطّاغِيَةِ فقرأ قول الله : كَذّبَتْ ثَمُودُ بطَغْوَاها وقال : هذه الطاغية طغيانهم وكفرهم بآيات الله . الطاغية طغيانهم الذي طغوا في معاصي الله وخلاف كتاب الله .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : فأهلكوا بالصيحة التي قد جاوزت مقادير الصياح وطغت عليها . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فأَمّا ثَمُودُ فأُهْلِكُوا بالطّاغِيَةِ بعث الله عليهم صيحة فأهمدتهم .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة بالطّاغِيَةِ قال : أرسل الله عليهم صيحة واحدة فأهمدتهم .

وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : معنى ذلك : فأُهلكوا بالصيحة الطاغية .

وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب ، لأن الله إنما أخبر عن ثمود بالمعنى الذي أهلكها به ، كما أخبر عن عاد بالذي أهلكها به ، فقال : وأمّا عادٌ فأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ ولو كان الخبر عن ثمود بالسبب الذي أهلكها من أجله ، كان الخبر أيضا عن عاد كذلك ، إذ كان ذلك في سياق واحد ، وفي إتباعه ذلك بخبره عن عاد بأن هلاكها كان بالريح الدليل الواضح على أن إخباره عن ثمود إنما هو ما بينت .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ} (5)

فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية بالواقعة المجاوزة للحد في الشدة وهي الصيحة أو لرجفة لتكذيبهم بالقارعة أو بسبب طغيانهم بالتكذيب وغيره على أنها مصدر كالعاقبة هو لا يطابق .