قوله : { فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بالطاغية } . هذه قراءةُ العامةِ .
وقرأ زيدُ{[57716]} بن عليٍّ : «فَهَلكُوا » مبنياً للفاعل .
وقوله : «بالطاغية » فيه إضمار أي : بالفعلة الطَّاغية .
وقال قتادةُ : بالصَّيحةِ الطاغية المتجاوزةِ{[57717]} للحدِّ ، أي : لحد الصيحاتِ من الهولِ ، كما قال : { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ المحتظر } [ القمر : 31 ] .
و «الطغيانُ » : مجاوزة الحدِّ ، ومنه { إِنَّا لَمَّا طَغَا الماء حَمَلْنَاكُمْ }[ الحاقة : 11 ] ، أي : جاوز الحدَّ .
وقال ابن زيدٍ : بالرجل الطَّاغية ، وهو عاقرُ الناقةِ{[57718]} ، و «الهاء » فيه للمبالغة على هذه الأوجه صفة .
والمعنى : أهلكوا بما أقدم عليه طاغيهم من عقر الناقة وكان واحداً ، وإنما هلك الجميعُ ؛ لأنهم رضوا بفعله ، ومالئوه .
وقيل له : طاغية كما يقال : فلان راويةٌ وداهيةٌ وعلامةٌ ونسابةٌ .
ويحتمل أن يقال : بسبب الفِرقةِ الطاغيةِ ، وهم : التسعة رهطٍ ، الذين كانوا يفسدون في الأرض ، ولا يصلحون ، وأحدهم عاقرُ الناقة .
وقال الكلبيُّ : «بالطَّاغيةِ » : بالصَّاعقةِ{[57719]} .
وقال مجاهدٌ : بالذُّنوبِ{[57720]} .
وقال الحسنُ : بالطُّغيانِ{[57721]} فهي مصدرٌ ك «العاقبة » و «الكاذبة » ، أي : أهلكُوا بطغيانهم وكفرهم ، وبوضحه : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا }[ الشمس : 11 ] .
قال ابن الخطيب{[57722]} : وهذا منقولٌ عن ابن عبَّاسٍ ، قال : وقد طعنوا فيه بوجهين :
الأول : قال الزجاجُ : إنه لما ذكر في الجملة الثانية نوع الشيءِ الذي وقع به العذابُ ، وهو قوله تعالى : { بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ } وجب أن يكون الحال في الجملة الأولى كذلك حتى تحصل المناسبةُ .
والثاني : قال القاضي : لو كان المرادُ ما قالوه لكان من حق الكلام أن يقال : أهْلِكُوا لها ولأجلِها .
ف «الباء » للسببية على الأقوال إلاَّ على قولِ قتادة ، فإنها فيه للاستعانة ك «عملتُ بالقدوم » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.