- ثم قال تعالى : ( فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ) .
أي : بطغيانهم {[69910]} وكفرهم بالله وباليوم الآخر {[69911]} .
قال مجاهد : ( بالطاغية ) بالذنوب {[69912]} .
قال ابن زيد : ( بالطاغية ) بطغيانهم ، واستدل على ذلك بقوله : ( كذبت ثمود بطغواها ) {[69913]} بالصيحة ، كأنها صيحة تجاوزت {[69914]} مقادير الصياح فطغت عليهم . وهو اختيار الطبري {[69915]} ؛ لأن الله إنما أخبر عن ثمود بالمعنى الذي أهلكوا به {[69916]}لا الذي أهلكوا من أجله ( ودليل ذلك/ إخباره تعالى عن عاد بالمعنى الذي أهلكوا به وهو الريح ولم يخبر بالذي هلكوا من أجله ) {[69917]} .
وقيل : المعنى : بالفئة الطاغية {[69918]} .
( وقيل ) {[69919]} : بالفعلة الطاغية {[69920]} .
قيل : بالجماعة الطاغية {[69921]} .
وقيل : المعنى : بالأخذة {[69922]} الطاغية . وسميت الآخذة {[69923]} طاغية لأنها جاوزت القدر في الشدة . فالمعنى : فأهلكوا بالأخذة {[69924]} التي جاوزت القدر [ فطغت عليهم ] {[69925]} . دليله : قوله في عاد : ( بريح صرصر عاتية ) {[69926]} ، فذكر الشيء[ الذي ] {[69927]} أهلكوا به ، فكذلك الأول .
وإنما ذكر الشيء الذي أهلكوا من أجله ، فإنما وصف العذاب الذي أهلك به الطائفتان {[69928]} ، فهو ظاهر اللفظ وكل قد قيل {[69929]} .
- وقوله : ( عاتية ) {[69930]} .
ليس ( هو ) {[69931]} من العتو الذي هو العصيان ، إنما هو من العتو الذي هو بلوغ الشيء وانتهاؤه {[69932]} في قوته وقدره {[69933]} ، من قولهم : عتا {[69934]} : إذا بلغ منتهاه ، ومنه قوله : ( وقد بلغت من الكبر عتيا ) {[69935]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.