السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ} (5)

{ فأمّا ثمود فأهلكوا } أي : بأيسر أمر من أوامرنا { بالطاغية } أي : الواقعة التي جاوزت الحدّ في الشدة فرجفت منها القلوب ، واختلف فيها فقيل : الرجفة ، وعن ابن عباس : الصاعقة ، وعن قتادة : بعث الله تعالى عليهم صيحة فأهمدتهم . وقال مجاهد : بالذنوب ، وقال الحسن : بالطغيان فهو مصدر كالكاذبة والعاقبة ، أي : أهلكوا بطغيانهم وكفرهم قال الزمخشري : وليس بذاك لعدم الطباق بينها وبين قوله تعالى : { بريح صرصر } لكن قال ابن عادل : ويوضحه { كذبت ثمود بطغواها } [ الشمس : 11 ] أهلكوا بها ولأجلها . قال : والباء سببية على الأقوال كلها إلا على قول قتادة ، فإنها فيه للاستعانة كعملت بالقدّوم .