معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا} (8)

{ وأنا } وأنا يقول الجن يعني : { لمسنا السماء } قال الكلبي : السماء الدنيا ، { فوجدناها ملئت حرساً شديداً } من الملائكة ، { وشهباً } من النجوم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا} (8)

{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ } أي : أتيناها واختبرناها ، { فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا } عن الوصول إلى أرجائها [ والدنو منها ] ، { وَشُهُبًا } يرمى بها من استرق السمع ، وهذا بخلاف عادتنا الأولى ، فإنا كنا نتمكن من الوصول إلى خبر السماء .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا} (8)

يخبر تعالى عن الجن حين بعث الله رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن ، وكان من حفظه له أن السماء مُلئَت حرسا شديدًا ، وحفظت من سائر أرجائها ، وطردت الشياطين عن مقاعدها التي كانت تقعد فيها قبل ذلك ؛ لئلا يسترقوا شيئا من القرآن . فيلقوه على ألسنة الكهنة ، فيلتبس الأمر ويختلط ولا يدرى من الصادق . وهذا-{[29369]} من لطف الله بخلقه{[29370]} ورحمته بعباده ، وحفظه لكتابه العزيز ،

ولهذا قال الجن : { وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا }


[29369]:- (1) في م : "فكان هذا".
[29370]:- (2) في م : "عليه".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا} (8)

وأنا لمسنا السماء طلبنا بلوغ السماء أو خبرها واللمس مستعار من المس للطلب كالجس يقال ألمسه والتمسه وتلمسه كطلبه واطلبه وتطلبه فوجدناها ملئت حرسا حراسا اسم جمع كالخدم شديدا قويا وهم الملائكة الذين يمنعونهم عنها وشهبا جمع شهاب وهو المضيء المتولد من النار .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا} (8)

قرأ الجمهور ووافقهم أبو جعفر بكسر الهمزة . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وخلف بفتح الهمزة عطفاً على المجرور بالباء فيكون من عطفه على المجرور بالباء هو قوله : { فمن يستمع الآن يجدْ له شهاباً رصداً }

والتأكيد ب ( إنَّ ) في قولهم : وإنّا لمسنا السماء } لغرابة الخبر باعتبار ما يليه من قوله : { وإنّا كنا نقعد منها مقاعد للسمع } الخ .

واللمس : حقيقته الجس باليد ، ويطلق مجازاً على اختبار أمر لأن إحساس اليد أقوى إحساس ، فشبه به الاختيار على طريق الاستعارة كما أطلق مُرادفه وهو المس على الاختبار في قول يزيد بن الحكم الكلابي :

مَسسنا من الآباءِ شَيئاً فكلُّنا *** إلى نَسب في قَومه غير واضع

أي اختبرنا نسب آبائنا وآبائكم فكنا جميعاً كرامَ الآباء .

و { ملئت } : مستعمل في معنى كثُر فيها . وحقيقة الملء عَمْر فراغ المكان أو الإِناء بما يحل فيه ، فأطلق هنا على كثرة الشهب والحُراس على وجه الاستعارة .

والحَرس : اسم جمع للحُرَّاس ولا واحد له من لفظه مثل خدَم ، وإنما يعرف الواحد منه بالحَرَسِيِّ . ووصف بشديد وهو مفرد نظراً إلى لفظ حرس كما يقال : السلف الصالح ، ولو نُظر إلى ما يتضمنه من الآحاد لجاز أن يقال : شِداد . والطوائف من الحَرس أحراس .

والشهب : جمع شهاب وهو القطعة التي تنفصل عن بعض النجوم فتسقط في الجو أو في الأرض أو البحر وتكون مُضاءة عند انفصالها ثم يزول ضوؤها ببعدها عن مقابلة شعاع الشمس وتسمى الواحد منها عند علماء الهيئة نَيْزَكاً باسم الرمح القصير ، وقد تقدم الكلام عليها في أول سورة الصافات .

والمعنى : إننا اختبرنا حال السماء لاستراق السمع فوجدناها كثيرة الحراس من الملائكة وكثيرة الشهب للرَّجم ، فليس في الآية ما يؤخذ منه أن الشهب لم تكن قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم كما ظنه الجاحظ فإن العرب ذكروا تساقط الشهب في بعض شعرهم في الجاهلية . كما قال في « الكشاف » وذكر شواهده من الشعر الجاهلي .