فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا} (8)

{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ } هذا من قول الجنّ أيضاً : أي طلبنا خبرها ، كما به جرت عادتنا { فوجدناها مُلِئَتْ حَرَساً } من الملائكة يحرسونها عن استراق السمع ، والحرس جمع حارس ، و { شَدِيداً } صفة ل { حرساً } أي قوياً { وَشُهُباً } جمع شهاب ، وهو الشعلة المقتبسة من نار الكوكب ، كما تقدّم بيانه في تفسير قوله : { وجعلناها رُجُوماً للشياطين } [ الملك : 5 ] ومحل قوله : { مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً } النصب على أنه ثاني مفعولي وجدنا ، لأنه يتعدّى إلى مفعولين ، ويجوز أن يكون متعدّياً إلى مفعول واحد ، فيكون محل الجملة النصب على الحال بتقدير قد ، وحرساً منصوب على التمييز ، ووصفه بالمفرد اعتباراً باللفظ ، كما يقال : السلف الصالح : أي الصالحين .

/خ13