معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ} (3)

قوله تعالى : { الم* تلك آيات الكتاب الحكيم*هدىً ورحمةً } قرأ حمزة : ورحمة بالرفع على الابتداء ، أي : هو هدى ورحمة ، وقرأ الآخرون بالنصب على الحال . { للمحسنين* الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون*أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون* }

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ} (3)

فإنه { هُدًى } لهم ، يهديهم إلى الصراط المستقيم ، ويحذرهم من طرق الجحيم ، { وَرَحْمَة } لهم ، تحصل لهم به السعادة في الدنيا والآخرة ، والخير الكثير ، والثواب الجزيل ، والفرح والسرور ، ويندفع عنهم الضلال والشقاء .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ} (3)

هذا الكتاب الحكيم . أو آياته . ( هدى ورحمة للمحسنين )فهذه حاله الأصيلة الدائمة . . أن يكون هدى ورحمة للمحسنين . هدى يهديهم إلى الطريق الواصل الذي لا يضل سالكوه . ورحمة بما يسكبه الهدى في القلب من راحة وطمأنينة وقرار ؛ وما يقود إليه من كسب وخير وفلاح ؛ وبما يعقده من الصلات والروابط بين قلوب المهتدين به ؛ ثم بين هذه القلوب ونواميس الكون الذي تعيش فيه ، والقيم والأحوال والأحداث التي تتعارف عليها القلوب المهتدية ، وتتعارف الفطر التي لا تزيغ . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ} (3)

تقدم في أول سورة " البقرة " عامة الكلام على ما يتعلق بصدر هذه السورة ، وهو أنه تعالى جعل هذا القرآن هدى وشفاء ورحمة للمحسنين .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ} (3)

وقوله هُدًى ورَحْمَةً يقول : هذه آيات الكتاب بيانا ورحمة من الله ، رحم به من اتبعه ، وعمل به من خلقه وبنصب الهدى والرحمة على القطع من آيات الكتاب قرأت قرّاء الأمصار غير حمزة ، فإنه قرأ ذلك رفعا على وجه الاستئناف ، إذ كان منقطعا عن الاَية التي قبلها بأنه ابتداء آية وأنه مدح ، والعرب تفعل ذلك مما كان من نعوت المعارف ، وقع موقع الحال إذا كان فيه معنى مدح أو ذمّ . وكلتا القراءتين صواب عندي ، وإن كنت إلى النصب أميل ، لكثرة القراء به .

وقوله : للْمُحْسِنِينَ وهم الذين أحسنوا في العمل بما أنزل الله في هذا القرآن ، يقول تعالى ذكره : هذا الكتاب الحكيم هدى ورحمة للذين أحسنوا ، فعملوا بما فيه من أمر الله ونهيه

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ} (3)

وانتصب { هدى ورحمة } على الحال من { الكِتَاب } وهي قراءة الجمهور . وإذ كان { الكِتَاب } مضافاً إليه فمسوغ مجيء الحال من المضاف إليه أن { الكِتَاب } أضيف إليه ما هو اسم جزئه ، أو على أنه حال من آيات . والعامل في الحال ما في اسم الإشارة من معنى الفعل . وقرأه حمزة وحده برفع { رحمةٌ } على جعل { هدىً } خبراً ثانياً عن اسم الإشارة .

ومعنى المحسنين : الفاعلون للحسنات ، وأعلاها الإيمان وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، ولذلك خصت هذه الثلاث بالذكر بعد إطلاق المحسنين لأنها أفضل الحسنات ، وإن كان المحسنون يأتون بها وبغيرها .

وزيادة وصف الكتاب ب { رحمة } بعد { هدى } لأنه لما كان المقصد من هذه السورة قصة لقمان نبَّه على أن ذكر القصة رحمة لما تتضمنه من الآداب والحكمة لأن في ذلك زيادة على الهدى أنه تخلق بالحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ، والخير الكثير : رحمة من الله تعالى .