إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ} (3)

{ هُدًى وَرَحْمَةً } بالنَّصبِ على الحاليَّةِ من الآياتٍ والعاملُ فيهما معنى الإشارةِ . وقُرئا بالرَّفعِ على أنَّهما خبرانِ آخرانِ لاسمِ الإشارة أو لمبتدأ محذوف { لّلْمُحْسِنِينَ } أي العاملين للحسنات فإن أريد بها مشاهيرُها المعهودةُ في الدِّينِ

فقولُه تعالى : { الذين يُقِيمُونَ الصلاة وَيُؤْتُونَ الزكاة وَهُم بالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ } بيانٌ لما عملوها من الحسناتِ على طريقةِ قولِه :[ المنسرح ]

الأَلْمعيُّ الَّذِي يَظُنُّ بِكَ الظَّن *** كَأَنْ قَد رَأَى وقَدْ سَمِعا{[1]}

وإنْ أُريد بها جميعُ الحسناتِ فهو تخصيصٌ لهذه الثلاثِ بالذكرِ من بين سائر شُعبِها لإظهارِ فضلِها وإنافتِها على غيرِها ، وتخصيصُ الوجهِ الأولِ بصورةِ كونِ الموصولِ صفةً للمحسنين والوجهِ الآخيرِ بصورةِ كونِه مبتدأً مما لا وجَه له .


[1]:ورد في الأصل "حتى يرد".