اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ} (3)

قوله : «هَدىً وَرَحْمَةً » العامة على النصب على الحال من «آيات » والعامل ما في اسم الإشارة من معنى الفعل أو المَدْح{[42317]} . وحمزةُ بالرفع على خبر{[42318]} مبتدأ مضمر وجوز بعضهم أن يكون «هدى » منصوباً على الحال رفع «رحمة » . قال : ويكون رفعها على خبر ابتداء مضمر{[42319]} ، ( وجوز بعضهم{[42320]} أن يكونَ هُدىً ) أي وهو رحمة وفيه بُعْدٌ .

فصل{[42321]} :

قال في البقرة : ذَلِكَ الكِتَابُ ، ولم يقل : «الحَكِيمُ » وههنا قال : «الحَكِيمُ » ؛ لأنه لما زاد ذكرَ وصفٍ في الكتاب زاد ذكر أمر أحواله فقال هدى ورحمة وقال هناك : «هدى للمتقين » ، فقوله : «هدى » ( في مقابلة{[42322]} قوله : «الكتاب » وقوله : «ورحمة » ) مقابلة قوله «الحكيم » ووصف الكتاب بالحكيم على معنى ذو الحكمة{[42323]} كقوله تعالى : { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ الحاقة : 69 ] أي ذات رضا وقال هناك «لِلْمُتَّقِينَ » وقال هنا : «للمُحْسِنينَِ » ؛ لأنه لما ذكر أنه هدى ولم يذكر شيئاً آخر قال : «لِلْمُتَّقِين » أي يهدى ( به{[42324]} ) من يتقي من الشرك والعناد ، وههنا زاد قوله : «وَرَحْمَة » فقال : «لِلْمُحْسِنِينَ » ؛ لأن رحمة الله قريبٌ من المحسنين وقال تعالى : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى وَزِيَادَةٌ } [ يونس : 26 ] فناسب زيادة قوله «وَرَحْمَة » ، ولأن المحسن يتقي ، ( وزيادة{[42325]} ) .


[42317]:انظر: الكشف 2/187، ومعاني القرآن للفراء 2/326، والحجة في القراءات السبع لابن خالويه 284، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 43/193، وإعراب القرآن للنحاس 3/281.
[42318]:انظر: معاني الفراء 2/326، والإتحاف 349، والسبعة 512.
[42319]:انظر: التبيان لأبي البقاء 1043 وتأويل ذلك أيضاً في مشكل إعراب القرآن لمكي 2/181.
[42320]:زيادة لا معنى لها من "أ".
[42321]:في "ب" فإن قيل بدل "فصل".
[42322]:ساقط من "ب".
[42323]:انظر: تفسير الفخر الرازي 25/139.
[42324]:سقط من "ب".
[42325]:زيادة من "أ".