قوله : «هَدىً وَرَحْمَةً » العامة على النصب على الحال من «آيات » والعامل ما في اسم الإشارة من معنى الفعل أو المَدْح{[42317]} . وحمزةُ بالرفع على خبر{[42318]} مبتدأ مضمر وجوز بعضهم أن يكون «هدى » منصوباً على الحال رفع «رحمة » . قال : ويكون رفعها على خبر ابتداء مضمر{[42319]} ، ( وجوز بعضهم{[42320]} أن يكونَ هُدىً ) أي وهو رحمة وفيه بُعْدٌ .
فصل{[42321]} :
قال في البقرة : ذَلِكَ الكِتَابُ ، ولم يقل : «الحَكِيمُ » وههنا قال : «الحَكِيمُ » ؛ لأنه لما زاد ذكرَ وصفٍ في الكتاب زاد ذكر أمر أحواله فقال هدى ورحمة وقال هناك : «هدى للمتقين » ، فقوله : «هدى » ( في مقابلة{[42322]} قوله : «الكتاب » وقوله : «ورحمة » ) مقابلة قوله «الحكيم » ووصف الكتاب بالحكيم على معنى ذو الحكمة{[42323]} كقوله تعالى : { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ الحاقة : 69 ] أي ذات رضا وقال هناك «لِلْمُتَّقِينَ » وقال هنا : «للمُحْسِنينَِ » ؛ لأنه لما ذكر أنه هدى ولم يذكر شيئاً آخر قال : «لِلْمُتَّقِين » أي يهدى ( به{[42324]} ) من يتقي من الشرك والعناد ، وههنا زاد قوله : «وَرَحْمَة » فقال : «لِلْمُحْسِنِينَ » ؛ لأن رحمة الله قريبٌ من المحسنين وقال تعالى : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى وَزِيَادَةٌ } [ يونس : 26 ] فناسب زيادة قوله «وَرَحْمَة » ، ولأن المحسن يتقي ، ( وزيادة{[42325]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.