البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ} (3)

وقرأ الجمهور : { هدى ورحمة } ، بالنصب على الحال من الآيات ، والعامل فيها ما في تلك من معنى الإشارة ، قاله الزمخشري وغيره ، ويحتاج إلى نظر .

وقرأ حمزة ، والأعمش ، والزعفراني ، وطلحة ، وقنبل ، من طريق أبي الفضل الواسطي : بالرفع ، خبر مبتدأ محذوف ، أو خبر بعد خبر ، على مذهب من يجيز ذلك .

{ للمحسنين } : الذين يعملون الحسنات ، وهي التي ذكرها ، كإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والإيقان بالآخرة ، ونظيره قول أوس :

الألمعي الذي يظن بك ال *** ظن كأن قد رأى وقد سمعا

حكي عن الأصمعي أنه سئل عن الألمعي فأنشده ولم يزد ، وخص المحسنون ، لأنهم هم الذين انتفعوا به ونظروه بعين الحقيقة .

وقيل : الذين يعملون بالحسن من الأعمال ، وخص منهم القائمون بهذه الثلاثة ، لفضل الاعتداد بها .

ومن صفة الإحسان ما جاء في الحديث من أن الإحسان : « أن تعبد الله كأنك تراه » وقيل : المحسنون : المؤمنون .

وقال ابن سلام : هم السعداء .

وقال ابن شجرة : هم المنجحون .

وقيل : الناجون ، وكرر الإشارة إليهم تنبيهاً على عظم قدرهم .