معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (5)

{ ولا أنتم عابدون ما أعبد } في الاستقبال . وهذا خطاب لمن سبق في علم الله أنهم لا يؤمنون . وقوله : { ما أعبد } أي : من أعبد ، لكنه ذكره لمقابلة : { ما تعبدون } ، ووجه التكرار : قال أكثر أهل المعاني : هو أن القرآن نزل بلسان العرب ، وعلى مجاز خطابهم ، ومن مذاهبهم التكرار ، إرادة التوكيد والإفهام كما أن من مذاهبهم الاختصار إرادة التخفيف والإيجاز . وقال القتيبي : تكرار الكلام لتكرار الوقت ، وذلك أنهم قالوا : إن سرك أن ندخل في دينك سنة فادخل في ديننا سنة . فنزل هذه السورة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (5)

والثاني على أن ذلك قد صار وصفًا لازمًا .

ولهذا ميز بين الفريقين ، وفصل بين الطائفتين ، فقال : { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } كما قال تعالى : { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } { أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ }

   
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (5)

ثم جاء قوله : { ولا أنتم عابدون ما أعبد } الثاني حتماً عليهم أنهم لا يؤمنون به أبداً ، كالذي كشف الغيب ، فهذا كما قيل لنوح صلى الله عليه وسلم : { إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن }{[12009]} ، وأما أن هذا في معنيين ، وقوم نوح عمموا بذلك ، فهذا معنى الترديد الذي في السورة ، وهو بارع الفصاحة ، وليس بتكرار فقط ؛ بل فيه ما ذكرته مع التأكيد والإبلاغ .


[12009]:من الآية 36 من سورة هود.