النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (5)

{ ولا أنتم عابدون ما أَعْبُدُ } يعني الله تعالى وحده ، الآيات .

فإن قيل : ما فائدة هذا التكرار ؟

قيل : فيه وجهان : أحدهما : أن قوله في الأول " لا أعبد " و " لا تعبدون " يعني في الحال ، وقوله الثاني : يعني في المستقبل ، قاله الأخفش .

الثاني : أن الأول في قوله " لا أعبد " و " لا أنتم " الآية يعني في المستقبل ، والثاني : إخبار عنه وعنهم في الماضي ، فلم يكن ذلك تكراراً لاختلاف المقصود فيهما .

فإن قيل : فلم قال " ما أَعْبُدُ " ولم يقل " من أَعبُدُ " ؟

قيل : لأنه مقابل لقوله : { ولا أنا عابد ما عَبَدْتُم } وهي أصنام وأوثان ، ولا يصلح فيها إلا " ما " دون " من " ، فحمل الثاني على الأول ، ليتقابل الكلام ولا يتنافى .