{ وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ } أيْ وما عبدتُم في وقتٍ مِنَ الأوقاتِ مَا أنا على عبادتِهِ . وقيلَ : هاتانِ الجملتانِ لنفي العبادةِ حالاً ، كما أنَّ الأولين لنفيها استقبالاً ، وإنَّما لم يقُلْ ما عبدتُ ليوافقَ ( ما عبدتُم ) ؛ لأنَّهم كانُوا موسومينَ قبلَ البعثةِ بعبادةِ الأصنامِ ، وهُوَ عليهِ السلامُ لم يكُنْ حينئذٍ موسوماً بعبادةِ الله تعَالَى . وإيثارُ ( مَا ) في أعبدُ على ( مَنْ ) لأنَّ المرادَ هُوَ الوصفُ ، كأنَّه قيلَ : مَا أعبدُ مِنَ المعبودِ العظيمِ الشأنِ الذي لا يُقادَرُ قدرُ عظمتِهِ . وقيلَ : إنَّ ( مَا ) مصدريةٌ ، أيْ لا أعبدُه عبادتَكُم ، ولا تعبدونَ عبادَتِي . وقيلَ : الأوليانِ بمَعْنى الذي ، والأخريانِ مصدريتانِ . وقيلَ : قولُه تعالَى : { وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ } [ سورة الكافرون ، الآية 4 ] تأكيدٌ لقولِه تعَالَى : { لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } [ سورة الكافرون ، الآية 2 ] ، وقولُه تعالَى : { وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ } [ سورة الكافرون ، الآية 3 ] ثانياً تأكيدٌ لمثلِه المذكورِ أولاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.