معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِنۡ أَدۡرِي لَعَلَّهُۥ فِتۡنَةٞ لَّكُمۡ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (111)

قوله تعالى : { وإن أدري لعله } يعني : لعل تأخير العذاب عنكم كناية عن غير مذكور { فتنة } اختبار { لكم } ليرى كيف صنيعكم وهو أعلم { ومتاع إلى حين } يعني : تتمتعون إلى انقضاء آجالكم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِنۡ أَدۡرِي لَعَلَّهُۥ فِتۡنَةٞ لَّكُمۡ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (111)

{ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ } أي : لعل تأخير العذاب الذي استعجلتموه شر لكم ، وأن تتمتعوا في الدنيا إلى حين ، ثم يكون أعظم لعقوبتكم .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِنۡ أَدۡرِي لَعَلَّهُۥ فِتۡنَةٞ لَّكُمۡ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (111)

وقوله - سبحانه - : { وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ } زيادة فى تأكيد أن علم ما سينزل بهم من عقاب مرده إلى الله - تعالى - وحده .

أى : وإنى - أيضا - ما أدرى ، لعل تأخير عقابكم - بعد أن أعرضتم عن دعوتى - من باب الامتحان والاختبار لكم ، أو من باب الاستدراج لكم إلى حين مقدر عنده - سبحانه - ، ثم يأخذكم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر .

وفى إسناد علم ما سينزل بهم إلى الله - تعالى - وحده ، تخويف لهم أى : تخويف ، وأدب ليس بعده أدب من النبى - صلى الله عليه وسلم - مع الله - عز وجل -

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَإِنۡ أَدۡرِي لَعَلَّهُۥ فِتۡنَةٞ لَّكُمۡ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (111)

فإن أخّر عنكم عقابه على ما تخفون من الشرك به أو تجهرون به ، فما أدري ما السبب الذي من أجله يؤخّر ذلك عنكم ؟ لعلّ تأخيره ذلك عنكم مع وعده إياكم لفتنة يريدها بكم ، ولتتمتعوا بحياتكم إلى أجل قد جعله لكم تبلغونه ، ثم ينزل بكم حينئذٍ نقمته .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن عطاء الخراسانيّ ، عن ابن عباس : وَإنْ أدْرِي لَعَلّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إلى حينٍ يقول : لعلّ ما أُقرّب لكم من العذاب والساعة ، أن يؤخّر عنكم لمدتكم ، ومتاع إلى حين ، فيصير قولي ذلك لكم فتنة .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَإِنۡ أَدۡرِي لَعَلَّهُۥ فِتۡنَةٞ لَّكُمۡ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (111)

{ وإن أدري لعله فتنة لكم } وما أدري لعل تأخير جزائكم استدراج لكم وزيادة في افتتانكم أو امتحان لينظر كيف تعملون . { ومتاع إلى حين } وتمتيع إلى أجل مقدر تقتضيه مشيئته .

{ قل رب احكم بالحق } اقض بيننا وبين أهل مكة بالعدل المقتضى لاستعجال العذاب والتشديد عليهم ، وقرأ حفص { قال } على حكاية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقرئ " رب " بالضم و " ربي " احكم على بناء التفضيل و { احكم } من الأحكام . { وربنا الرحمن } كثير الرحمة على خلقه . { المستعان } المطلوب منه المعونة . { على ما تصفون } من الحال بأن الشوكة تكون لهم وأن راية الإسلام تخفق أياما ثم تسكن ، وأن الموعد به لو كان حقا لنزل بهم فأجاب الله تعالى دعوة رسوله صلى الله عليه وسلم فخيب أمانيهم ونصر رسوله صلى الله عليه وسلم عليهم ، وقرئ بالياء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِنۡ أَدۡرِي لَعَلَّهُۥ فِتۡنَةٞ لَّكُمۡ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (111)

وقرأ يحيى بن عامر " وإن أدريَ لعله " " وإن أدريَ أقريب " بفتح الياء فيهما وأنكر ابن مجاهد فتح هذه الياء ووجهه أبو الفتح{[8286]} ، قوله { لعله } الضمير فيه عائد على الإملاء لهم وصفح الله تعالى عن عذابهم وتمادي النعمة عليهم ، و { فتنة } معناه امتحان وابتلاء ، و «المتاع » ، ما يستمتع به مدة الحياة الدنيا .


[8286]:قال أبو الفتح في كتابه: "المحتسب": "أنكر ابن مجاهد تحريك هاتين الياءين، وظاهر الأمر لعمري كذلك، لأنها لام الفعل بمنزلة ياء أرمي وأقضي، إلا أن تحريكها بالفتح في هذين الموضعين لشبهة عرضت هناك، وليس خطأ ساذجا بحتا. وذلك أنك إذا قلت: "أدري" فلك هناك ضمير وإن كان فاعلا، فأشبه آخره مالك فيه ضمير وإن كان مضافا، مثل غلامي وداري، فلما تشابه الآخران بكونهما ياءين، وهناك أيضا للمتكلم ضميران، وهما المرفوع في (أداري) والمجرور في (غلامي) أشبه آخر (أدري) ـ لما ذكرنا ـ آخر (غلامي) ففتحت الياء في (أدري) كما تفتح في نحو (غلامي وداري). ثم أطال في بيان أوجه الشبه بين الكلمات مهما كانت تبدو لأول مرة بعيدة ليؤكد أن هناك شبها بين الياء في (أدري) والياء ي (غلامي)، ثم قال: فاعرفه معنى كالعذر أو عذرا.