الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِنۡ أَدۡرِي لَعَلَّهُۥ فِتۡنَةٞ لَّكُمۡ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (111)

أخرج ابن أبي شيبة وابن عساكر ، عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله { وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين } يقول : هذا الملك .

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي في الدلائل ، عن الشعبي قال : لما سلم الحسن بن علي - رضي الله عنه - الأمر إلى معاوية ، قال له معاوية : قم فتكلم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن هذا الأمر تركته لمعاوية . إرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم { وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين } ثم استغفر ونزل .

وأخرج البيهقي ، عن الزهري قال : خطب الحسن رضي الله عنه فقال : أما بعد : أيها الناس إن الله هداكم بأوّلنا ، وحقن دمائكم بآخرنا ، وإن لهذا الأمر مدة والدنيا دول ، وإن الله تعالى قال لنبيه : { وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون } إلى قوله : { ومتاع إلى حين } الدهر كله . وقوله : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } [ الإنسان : 1 ] الدهر : الدهر كله . وقوله : { تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها } [ إبراهيم : 25 ] قال : هي النخلة من حين تثمر إلى أن تصرم . وقوله : { ليسجننه حتى حين } [ يوسف : 35 ] .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس { وإن أدري لعله فتنة لكم } يقول : ما أخبركم به من العذاب والساعة ، أن يؤخر عنكم لمدتكم .