اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِنۡ أَدۡرِي لَعَلَّهُۥ فِتۡنَةٞ لَّكُمۡ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (111)

قوله :

{ لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ } الظاهر أن هذه الجملة متعلقة ب «أدْرِي » والكوفيون يجرون الترجي مجرى الاستفهام في ذلك ، إلا أنّ النحويين لم يعدوا من المعلقات ( لَعَلّ ){[29978]} وهي ظاهرة في ذلك كهذه الآية ، وكقوله : { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يزكى }{[29979]} { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة قَرِيبٌ }{[29980]} {[29981]} .

فصل

المعنى{[29982]} : وما أدري لعل تأخير العذاب عنكم ، أو لعل إبهام الوقت الذي ينزل عليكم العذاب فتنة لكم أي : بلية واختبار لكم ليرى صنيعكم ، وهل يتوبوا عن الكفر أم لا وقيل : لعل ما أنتم فيه من الدنيا بلية لكم ، والفتنة البلوى والاختبار{[29983]} .

وقيل : لعل تأخير الجهاد فتنة لكم إذا أنتم دمتم على كفركم . وقيل : لعل ما بينت لكم فتنة لكم ( لأنه زيادة في عذابهم إن لم يتوبوا ){[29984]} " ومتاع إلى حين " أي : يتمتعون إلى انقضاء آجالهم .


[29978]:عد أبو علي الفارسي (لعل) من المعلقات نحو {و ما يدريك لعله يزكى} [عبس: 3] {وما يدريك لعل الساعة قريب} [الشورى: 17] ووافقه أبو حيان، لأنه مثل الاستفهام في أنه غير خبر، وأن ما بعده منقطع مما قبله ولا يعمل فيه. الهمع 1/154.
[29979]:[عبس: 3].
[29980]:[الشورى: 17].
[29981]:انظر البحر المحيط 6/345.
[29982]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/233. بتصرف يسير.
[29983]:في ب: والامتياز. وهو تحريف.
[29984]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 22/233. بتصرف.