معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ٱلَّذِيٓ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلۡمُقَامَةِ مِن فَضۡلِهِۦ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٞ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٞ} (35)

قوله تعالى : { الذي أحلنا } أنزلنا ، { دار المقامة } أي : الإقامة ، { من فضله لا يمسنا فيها نصب } أي : لا يصيبنا فيها عناء ومشقة ، { ولا يمسنا فيها لغوب } إعياء من التعب .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ٱلَّذِيٓ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلۡمُقَامَةِ مِن فَضۡلِهِۦ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٞ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٞ} (35)

القول في تأويل قوله تعالى : { الّذِي أَحَلّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } .

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الذين أدخلوا الجنة إنّ رَبّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الّذِي أحَلّنا دَارَ المُقامَةِ : أي ربنا الذي أنزلنا هذه الدار ، يعنون الجنة فدار المُقامة : دار الإقامة التي لا نقلة معها عنها ، ولا تحوّل والميم إذا ضمت من المُقامة ، فهي من الإقامة ، فإذا فتحت فهي من المجلس ، والمكان الذي يُقام فيه ، قال الشاعر :

يَوْمانِ يَوْمُ مَقاماتٍ وأنْدِيَةٍ *** وَيَوْمُ سَيْرٍ إلى الأعْدَاءِ تأْوِيبِ

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة الّذِي أحَلّنا دَارَ المُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ أقاموا فلا يتحوّلون .

وقوله : لا يَمَسّنا فِيها نَصَبٌ يقول : لا يصيبنا فيها تعب ولا وجع وَلا يَمَسّنا فِيها لُغُوبٌ يعني باللغوب : العناء والإعياء . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا موسى بن عمير ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، في قوله : لا يَمَسّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسّنا فِيها لُغُوبٌ قال : اللغوب : العناء .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : لا يَمَسّنا فِيها نَصَبٌ : أي وجع .