إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ٱلَّذِيٓ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلۡمُقَامَةِ مِن فَضۡلِهِۦ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٞ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٞ} (35)

{ الذي أَحَلَّنَا دَارَ المقامة } أي دارَ الإقامةِ التي لا انتقالَ عنها أبداً { مِن فَضْلِهِ } من إنعامِه وتفضُّلِه من غيرِ أنْ يوجبَه شيءٌ من قبلنا { لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ } تعب { وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } كلالٌ والفرقُ بينهما أنَّ النَّصبَ المشقَّة والكُلفة واللُّغوب ما يحدثُ منه من الفتورِ ، والتَّصريحُ بنفي الثَّاني مع استلزامِ نفي الأوَّلِ له وتكريرُ الفعلِ المنفي للمبالغةِ في بيانِ انتفاءِ كلَ منهما