قوله : { دَارَ الْمُقَامَةِ } : مفعولٌ ثانٍ ل " أَحَلَّنا " ولا يكونُ ظرفاً لأنه مختصٌّ فلو كان ظرفاً لتعدَّى إليه الفعلُ ب في . والمُقامةُ : الإِقامة . " من فضلِه " متعلقٌ ب " أحَلَّنا " و " مِنْ " : إمَّا للعلةِ ، وإمَّا لابتداءِ الغاية .
قوله : " لا يَمَسُّنا " حالٌ مِنْ مفعولِ " أَحَلَّنا " الأول أو الثاني ؛ لأن الجملةَ مشتملةٌ على ضميرِ كل منهما ، وإن كان الحالُ من الأول أظهرَ . والنَّصَبُ : التعبُ والمشقةُ . واللُّغوبُ : الفتورُ الناشئُ عنه ، وعلى هذا فيقال : إذا انتفى السببُ نُفِي المُسَبَّب يقال : " لم آكُلْ " فيُعلمُ انتفاءُ الشِّبع ، فلا حاجةَ إلى قولِه ثانياً : " فلم أشبَعْ " بخلاف العكسِ ، ألا ترى أنه يجوز : لم أشبع ولم آكل ، والآية الكريمة على ما قررتُ مِن نفي السبب ثم نفي المسبب فأي فائدة في ذلك ؟ وقد أجيب بأنه بيَّن مخالفةَ الجنة لدار الدنيا ؛ فإنَّ أماكنَها على قسمين : موضعٍ تَمَسُّ فيه المشاق كالبراري ، وموضعٍ يَمَسُّ فيه الإِعياءُ كالبيوتِ والمنازل التي فيها الأسفارُ . فَقيل : لا يَمَسُّنا فيها نَصَبٌ لأنها ليست مَظانَّ المتاعبِ كدارِ الدنيا ، ولا يَمَسُّنا فيها لُغوبٌ أي : ولا نَخْرُج منها إلى مواضعَ نَتْعَبُ ونَرْجِعُ إليها فيمسُّنا فيها الإِعياء . وهذا الجوابُ ليس بذلك ، والذي يقال : إن النَّصَب هو تعبُ البدنِ واللُّغوبُ تعبُ النفسِ . وقيل : اللغوبُ الوَجَعُ وعلى هذين فلا يَرِدُ السؤالُ المتقدِّمُ .
وقرأ عليٌّ والسُّلميُّ بفتح لام " لَغُوْب " وفيه أوجه ، أحدها : أنَّه مصدرٌ على فَعُوْل كالقَبول . / والثاني : أنه اسمٌ لِما يُلْغَبُ به كالفَطور والسَّحور . قاله الفراء . الثالث : أنه صفةٌ لمصدرٍ مقدرٍ أي : لا يَمَسُّنا لُغوبٌ لَغوبٌ نحو : شعرٌ شاعرٌ ومَوْتٌ مائتٌ . وقيل : صفةٌ لشيءٍ غيرِ مصدرٍ أي : أمرٌ لَغوبٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.