الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ٱلَّذِيٓ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلۡمُقَامَةِ مِن فَضۡلِهِۦ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٞ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٞ} (35)

المقامة : بمعنى الإقامة يقال : أقمت إقامة ومقاماً ومقامة { مِن فَضْلِهِ } من عطائه وإفضاله ، من قولهم : لفلان فضول على قومه وفواضل ، وليس من الفضل الذي هو التفضل ؛ لأنّ الثواب بمنزلة الأجر المستحق ، والتفضل كالتبرع . وقرىء : «لغوب » بالفتح : وهو اسم ما يلغب منه ، أي : لا تتكلف عملاً يلغبنا : أو مصدر كالقبول والولوغ ، أو صفة للمصدر ، كأنه لغوب لغوب ، كقولك : موت مائت ،

فإن قلت : ما الفرق بين النصب واللغوب ؟ قلت : النصب التعب والمشقة التي تصيب المنتصب للأمر المزاول له . وأما اللغوب فما يلحقه من الفتور بسبب النصب فالنصب نفس المشقة والكلفة . واللغوب : نتيجته وما يحدث منه من الكلال والفترة .