الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ٱلَّذِيٓ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلۡمُقَامَةِ مِن فَضۡلِهِۦ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٞ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٞ} (35)

{ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ } أي الإمامة { مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } أي كلال وإعياء وفتور ، وقراءة العامة بضم اللام ، وقرأ السلمي بنصب اللام وهو مصدر أيضاً كالولوع ، وقال الفراء : كأنه جعله ما يلغب مثل لغوب .

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن مهدي قال : أبو عبد الله محمد بن زكريا بن محمدويه الرجل الصالح عن عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي قال : حدّثنا عاصم بن عبد الله قال : حدّثني إسماعيل عن ليث بن أبي سليم عن الضحاك بن مزاحم في قول الله سبحانه : { الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ } قال : إذا دخل أهل الجنة استقبلهم الولدان والخدم كأنهم اللؤلؤ المكنون . قال : فيبعث الله ملكاً من الملائكة معه هدية من رب العالمين وكسوة من كسوة الجنة فيلبسه . قال : فيُريد أن يدخل الجنة فيقول الملك : كما أنت فيقف ومعه عشرة خواتيم من خواتيم الجنة هدية من رب العالمين فيضعها في أصابعه . مكتوب في أول خاتم منها :

{ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } [ الزمر : 73 ] ، وفي الثاني مكتوب :{ ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ذَلِكَ يَوْمُ الُخُلُودِ } [ ق : 34 ] ، وفي الثالث مكتوب : " رفعت عنكم الأحزان والهموم " ، وفي الرابع مكتوب : " زوجناكم الحور العين " ، وفي الخامس مكتوب : " ادخلوها بسلام آمنين " ، وفي السادس مكتوب :{ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُواْ } [ المؤمنون : 111 ] ، وفي السابع مكتوب : " إنهم هم الفائزون " ، وفي الثامن : " صرتم آمنين لا تخافون " ، وفي التاسع مكتوب : " رافقتم النبيين والصديقين والشهداء " ، وفي العاشر مكتوب : " سكنتم في جوار من لا يؤذي الجيران " . ثم تقول الملائكة : " ادخلوها بسلام آمنين " .

فلما دخلوا بيوتاً ترفع وَ { قَالُواْ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ . . } إلى قوله : { لُغُوبٌ } .