الآية 35 وقوله تعالى : { الذي أحلّنا دار المقامة من فضله } [ سمّى الجنة ]{[17307]} دار المقامة لما [ لا ]{[17308]} يتمنى التحوّل منها ولا الانتقال { لا يبغون عنها حِولاً } [ الكهف : 108 ] .
وقوله تعالى : { لا يمُسّنا فيها نصب ولا يمسّنا فيها لغوب } ليس من صاحب نعمة في هذه الدنيا ، وإن عظُمت إلا وهو يمل منها ، ويسأم ، ويتمنى التحوّل منها والانتقال . وكذلك ليس من لذة وإن حلّت في هذه الدنيا إلا وهي تُعقَب بآفة . فأخبر أن نعيم [ الآخرة ]{[17309]} ولذاتها مما لا يُتمنّى ، ولا يُبتغى التحول منها ، ولا لذتها [ تعقبها آفة ، فلا تعب ]{[17310]} ولا إعياء .
وجائز أن يكون قوله : { لا يمسّنا فيها نصب ولا يمسّنا فيها لغوب } وذلك أن من حل بقرابته وبالمتصلين بشيء في هذه الدنيا من آفاتها يهتم لذلك ، ويتكلّف دفع ذلك عنهم . فأخبر أنهم إذا حلّوا في دار المقامة لا يهيبهم شيء من ذلك ، والله أعلم .
وقال بعضهم في قوله : { إنه غفور شكور } [ فاطر : 30 ] شكر لهم ما كان [ منهم إليه ]{[17311]} وغفر لهم ما كان منهم من ذنب . وفي حديث رُفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : { إن ربنا لغفور شكور } قال : ( شكر الله للمؤمن اليسير من الحسنات ، وغفر له الذنوب العظام ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.