أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{أَوَلَمۡ يَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ يَمۡشُونَ فِي مَسَٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٍۚ أَفَلَا يَسۡمَعُونَ} (26)

{ أو لم يهد لهم } الواو للعطف على منوي من جنس المعطوف والفاعل ضمير ما دل عليه . { كم أهلكنا من قبلهم من القرون } أي كثرة من أهلكناهم من القرون الماضية ، أو ضمير الله بدليل القراءة بالنون . { يمشون في مساكنهم } يعني أهل مكة يمرون في متاجرهم على ديارهم ، وقرئ " يمشون " بالتشديد . { إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون } سماع تدبر واتعاظ .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَوَلَمۡ يَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ يَمۡشُونَ فِي مَسَٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٍۚ أَفَلَا يَسۡمَعُونَ} (26)

{ يهد } معناه يبين قاله ابن عباس ، وقرأ جمهور الناس «يهد » بالياء فالفاعل الله تعالى في قول فرقة والرسول في قول فرقة ، كأنه قال «أو لم يبين لهم الهدى » ، وجوز الكوفيون أن يكون الفاعل { كم } ، ولا يجوز ذلك عند البصريين لأنها في الخبر على حكمها في الاستفهام في أنها لا يعمل فيها ما قبلها ، وقرأ أبو عبد الرحمن «نهد » بالنون وهي قراءة الحسن وقتادة ، فالفاعل الله تعالى ، و { كم } في موضع نصب ، فعند الكوفيين ب «نهد » وعند البصريين ب { أهلكنا } ، على القراءتين جميعاً ، وقرأ جمهور الناس «يَمشون » بفتح الياء وتخفيف الشين ، وقرأ ابن السميفع اليماني «يُمَشّون » بضم الياء وفتح الميم وشد الشين ، وقرأ عيسى بن عمر «يُمْشُون » بضم الياء وسكون الميم وشين مضمومة مخففة ، والضمير في { يمشون } يحتمل أن يكون للمخاطبين بالتنبيه المحتج عليهم ، ويحتمل أن يكون للمهلكين ف { يمشون } في موضع الحال ، أي أهلكوا وهم ماشون في مساكنهم ، والضمير في { يسمعون } للمنبهين ، ومعنى هذه الآية إقامة الحجة على الكفرة بالأمم السالفة الذين كفروا فأهلكوا .