ثم قال تعالى [ ذكره ] {[55211]} : { أو لم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون } .
قال الفراء : كم في موضع رفع فاعل ليهدي {[55212]} .
ولا يجيزه البصريون لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله {[55213]} .
وقال المبرد : الفاعل المصدر محذوف لأن يهدي يدل على مصدره ، تقديره : أو لم يهد الهدى لهم {[55214]} .
وقيل : التقدير أو لم يهد الله لهم {[55215]} . وهذا إن شاء الله أحسنها . ويقوي ذلك أن أبا عبد الرحمن السلمي {[55216]} وقتادة قرأ : أو لم نهد بالنون {[55217]} .
وكم في موضع نصب " أهلكنا " {[55218]} ومعنى الآية على قول ابن عباس : أو لم يتبين لهم ، أي لقريش كم أهلكنا من قبلهم من القرون فيتعظوا ويزدجروا {[55219]} . وقدر بعض النحويين الآية على قول الفراء فقال : التقدير : أو لم يتبين لهم كثرة من أهلكنا من قبلهم من الأمم فيتعظوا .
ثم قال تعالى : { يمشون في مساكنهم } أي : تمشي قريش في مساكن الأمم الخالية ، فكيف لا تتعظ وتزدجر وتعلم أن مصيرها إن كفرت إلى ما صارت إليه هذه الأمم .
ثم قال تعالى {[55220]} : { إن في ذلك لآيات فلا يسمعون } أي : إن في خلاء مساكن من مضى ، وإهلاك الله إياهم لعبرا وحججا لقريش ، أفلا يسمعون عظات الله وتذكيره إياهم وتعريفه مواضع حججه عليهم .
وقيل : { أفلا يسمعون } معناه : أفلا يعقلون مثل " سمع الله لمن حمده " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.